-->
صدى المعرفة صدى المعرفة

الانسان بين الذاتية والموضوعية

الانسان بين الذاتية  والموضوعية

تتحكم في الانسان وتعتمل فيه عوامل شتى تكون الفيصل في بناء شخصيته
و ابراز صورته وجعله على ما هو عليه، التربية القدوة المجتمع التعليم الاعلام...، ولأنه كائن اجتماعي
لابد له من التفاعل والانفعال مع أبناء جنسه فهو يحاور هذا ويناقش اخر ويتخذ موقف ويصدر حكم
ويعادي ويصاحب ويبني قناعات يفرح ويقرح. لكن الناظر في كل هذا لابد ان يلاحظ سلوكات تصرفات 
متناقضة لا تجد لها مبر .قبل عدة ايام وانا اتابع الاخبار اذ وجدت تناقض عجيبا بين القنوات الإخبارية
فتلك تتناول الخبر من وجهة نظرها الخاصة وتحاول بكل قوة وبتسخير كل امكانيتها اعلاء كلمتها
والأخرى عن هذا المسار لم تحيد والجهد لم تعدم حتى ضاعت الحق ولم نتبين وجه الحقيقة.
وتبادرت الى الذهن عدة أسئلة عن كلها تصب في ثنائية الذاتية والموضوعية.
فالناظر اليوم يرى أصناف من الممارسة الانانية والاحكام الذاتية 
فهذا عن رأيه لا يحيد ولو قدمت له الف الأدلة و البراهين
والأخر له من الموقف والمبدأ ما لا يمكنك ان تعد كأنها اقنعة يلبس هذا ويطرح الاخر.
مجتمع لا يحكمه اهله منطق ولا يعمه انصافه ولا يهمه الحق ولا اعتبار فيه للحقيقة.
لسان حالنا يقول :الحق و الحقيقة ما أرى وما أقول لا ما ترى ولا صحة لما تقول؟
بالفعل مجتمع سادت فيه القيم الزائفة وابتعد عن الاغتراب من النبع الصافي وترك التربية الصالحة هذا حاله
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ))
اين نحن من هؤلاء الذين بلغوا عنان السماء علما وخلقا يعترف بنسبية ما يتبناه من أفكار ويعتنقه من مبادئ 
ولا يجد في نفسه ضير ولا حرج من الاعتراف بالخطأ وتصويب قول الاخر المخالف ان صح؟
اين نحن من انصافهم وموضوعيتيهم وعدل احكامهم وتوازن أفكارهم؟
ولمْ تزَلْ قلةُ الإنصافِ قاطبةً     بيْن الرجالِ وإنْ كانُوا ذوِي رَحِم

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

صدى المعرفة

2016