التعليم بين التطور والتدهور
[هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ]
العلم مقياس رقي الأمم وسبيل تطورها وازدهارها، به انعتاقها من براثين الجهل
والتخلف ،لذا نجدها تنفق عليه بسخاء وتسخر لتطويره كافة الإمكانات
فتعتني بالتعليم ومناهجه وتهتم بالتدريس وطرقه وتشجع على البحث والابتكار.
فالتعليم هو أساس التنمية الشاملة والمستدامة
لكن واقعنا اليوم يقدم صورا قاتمة فالتعليم في جل البلدان العربية يدق ناقوس الخطر
فلقد أصبح في وضع كارثي فشل على جميع الأصعدة وتدني
فشل في المنظومة التربوية وعدم امتلاك مناهج تعليمية فعالة، الاعتماد على أساليب تلقينية محدودة البعد، تقديم
معرفة بعيدة عن الحقيقة ولا تدخل ضمن اهتمامات المتعلم ولا ترتبط بحياته وواقعه واحتياجاته، جلها نظرية
لا تفتح له باب الابتكار والاختراع ومواكبة العصر. اصلاحات متكررة مستوردة لا تمس الجواهر
ولا تعالج الإشكال تصب في تغير المقررات وإفراغها من القيم والثوابت الأخلاقية. إنفاقات لا تكاد تحسب
فجل الدول العربية لا يتجاوز إنفاقها على البحث العلمي 1/100 من الناتج الإجمالي
يقول : مبارك محمد علي مجذوب الأمين العام ل«اتحاد مجالس البحث العلمي العربية»
«ما ينفقه العدو الإسرائيلي على البحث العلمي يفوق ما تنفقه الدول العربية مجتمعة»
على العموم يمكن وصف واقع التعليم ووسمه بالارتباك والارتجالية، تعليما يكرس التخلف والتبعية
غير قادر على مواكبة العصر، ولا ابه بما يحصل حوله من تغيرات.
لماذا تقدم الغرب وتأخرنا؟ سؤال ينعتق به الروح المكلوم في ضوء الحقيقة
ويسمو به العقل الجريح باحثا في رماد التنور بين الأثافي او الأسفار عله يستنير وينير.