ولقد انتبه عبد القاهر الجرجاني الى الألفاظ وأقيامها الصوتية، فرأى أن الحسن في العبارة راجع الى ترتيب الالفاظ في الكلام على موجب ترتيبها في الفكر، ولا يعني هذا حالة مبتسرة مجردة، فالألفاظ بجرسها المستحدث وإيقاعها الداخلي تنقل أُنموذج المعنى عن طريق الايحاء والإشارة، وتحفّز التوتر الى تركيب إنفعالي، وليس التركيب الطبيعي، ويبدو أن العلاقة جدلية بين الأيقاع والتعبير عن صورة نفس الشاعر، وتساوي التحام الصوت بالمعنى، ولكي يكون الايقاع منسجماً مع صورة النفس يؤديه الصوت كما يؤدي المعنى صورة النفس فان السكينة تكون ذات دلالة مرتبطة بضربات القلب وحركة التنفس شهيقاً وزفيراً واستراحة، والسكينة لها فضاؤها فهي مجال زمني بين الأنغام، وعليه فلابد من أن نعدها جزءاً من الايقاع، ولانعني بها الصمت بل هو السكوت المحسوب ضمن عددية الايقاع وتواليها وتتابعها ، وهي أيضاً لحظة ترقب المتلقي لأستئناف الايقاع، “والسكوت ليس بكما بل رفضاً للكلام في نوع منه
علاء عبدالخالق المندلاوي